نقمة البصر ( قصة واقعية بالدارجة المغربية )

author image

 النظر هو اللي قتلني

قصة نقمة البصر بالدارجة
قصة نقمة البصر بالدارجة المغربية

كان كيعيش ف عالم كحل… السواد هو الحاجة الوحيدة اللي كيشوفها. بطل هاد القصة، اللي غير نخبيه تحت اسم "عادل"، ما كانش أعمى من صغره… كان شاب ف عز شبابه، ف الثامنة عشر، ملي وقع داك الحادث اللي قلب ليه الدنيا فوق راسه. كانت ليلة شتا، والدنيا مظلمة، خرج يجري ف الطريق باش يلحق على شي حاجة ما بقاتش فكرها، ولكن اللي فاكر هو داك الضوء القوي ديال السيارة اللي غفل عليه… وهاهو… ف دقيقة وحدة، النور اللي كان كيعرفو طفى، وبقا غير السواد.

مرت الأيام، وتقبل "عادل" الواقع ديالو… عاود قرايتو، وحاول يعيش الحياة بحال ما وقع والو. ولكن الحاجة اللي كانت كتعطيه القوة هي الصداقة ديالو مع "سعيد" — صاحبو، أخوه، اللي ما كانش كيبعد عليه… حتى الحذاء ديالو، "سعيد" كان هو اللي كيعقد الرباط ديالو، بحال إلى العمى ما كانش عائق حيث "سعيد" كان عينيه اللي ما كيبغيش يعترف بفقدانهم. كانو بحال روح وحدة ف جوج أجساد. زيد عليها، عادل ما كانش بوحدو… كان عندو زوجة أب، ولكن غريبة، كانت بحال الملاك — حنينة، مهتمة بيه، بحال إلى ولدها… وحتى الأب ديالو، كان كتسمّيه الناس "بلسم الشفاء" من كتر ما كان مهتم بولدو، كيبان عليه داك الحب اللي كيخليك تحس أن عادل ما فاقد والو، حيث الأب كان عوض ليه كل شي.

ف وسط هاد الظلام، جا صوت… صوت واحد البنت. ما عمر عادل شافها، ولكن حبها من صوتها. البنت قالت ليه أنها خياطة، وعادل، اللي ما بقاش كيهمو الجمال الظاهري، غرق ف حبها. كل مرة كانت كتهضر معاه، كان كيشوف العالم بلون آخر، واحد اللون اللي عمرو ما تصوره.

عاش عادل ف هاد العالم لسنين… حتى جا داك النهار. كان شتا، والريح كاتعصف، بغى يخرج يخدم ف المقهى اللي كان كيعزف فيه على البيانو، ولكن "سعيد" اعتذر… قال ليه: "الطقس قاسي، ما نقدرش نجي نخليك ف دارك." عادل، بعناد ديالو، قال ليه: "أنا ما غاديش نبقى هنا، غادي نخرج." شد العكاز ديالو بحال السيف، وخرج. ولكن… السلم كان غدار، ومجرد ما نزل أول الخطوات، اختل توازن عادل وتهرس… طاح، وضرب راسو، وغاب عن الوعي.

المستشفى، العتمة، والوجوه اللي كتحرك بلا أصوات. بقا عادل غارق ف اللاوعي، حتى خرجوه من المستشفى، ولكن بقا ف فراشو بحال واحد الجثة الحية… لا كيهضر، لا كيتحرك. ولكن ف واحد الليلة، الليلة اللي بدات فيها الحكاية الكبيرة، فاق عادل… ولكن هاد المرة، ما فاقش للظلام… فاق للنور. كانت عيناه كيشوفو، والدنيا قدامو واضحة… الفراش، الحيطان، الباب… عادل قدر يشوف.

الفرحة ديالو ما توصفش، ما صدقش أن الله رجّع ليه بصره… وأول واحد جا ف بالو هو "سعيد" — صاحبو اللي وقف معاه، اللي كان عينو التانية. خرج عادل من الغرفة، مشا للقسم الآخر ديال الدار… ولكن اللي شاف قتلو قبل ما يشوف. سعيد… صديق العمر… كان ف السرير… ولكن ماشي بوحدو… كان مع زوجة الأب، ف غياب الأب، ف وضعية ما تفسرش بحتى شي معنى بريء.

عادل بقا جامد، الدم برد ف عروقه، ولكن ما هدرش، ما قال والو… عاد رجع للظلام، رجع يمثل دور الأعمى… وخلا المشهد يترسخ ف عقله. بدا كيلعب لعبة ما حدها صعيبة… لعبة اللي كيشوف ولكن مغمض، كيعرف ولكن ساكت. ولكن المفاجآت ما وقفاتش.

السيارة اللي كان شاريها بعرق جبينو باش "سعيد" يساعدو يتنقل، تحولات فجأة لسيارة طاكسي سري… كانت كتخدم وتدخل الفلوس، ولكن ماشي لعادل، لسعيد. وزيد عليها… البنت اللي حبها، الخياطة، اكتشف أنها ماشي خياطة… كانت خدامة ف ملهى ليلي، وتكذب عليه، تصبغ صوتها بحال إلى كانت ملاك، ولكن ف الحقيقة كانت تعيش ف الظلام بحال النور اللي فقدو هو.

ولكن الضربة القاضية؟ الأب… "بلسم الشفاء"… اكتشف عادل أن الأب خلاه يبيع واحد الأرض اللي ورثها، وقال ليه أن المبلغ اللي خذا هو ثمنها، ولكن الحقيقة أن الأرض دخلت ف تنظيم ميداني، وقيمتها كانت أربع مرات المبلغ اللي عطاه ليه الأب… كان الأب هو اللي استغلو.

عادل بقا كيدير بحال الأعمى، ساكت، كيوجد باش يكشف هاد العالم اللي تحول من النور للظلام الحقيقي. بقا كيتسائل: "علاش رجّعتي ليا بصري يا ربي؟ باش نشوف هاد القساوة؟" بدى عادل كيشوف النظر بحال لعنة، والنور بحال نقمة.

غير يومين مورا الصدمة، بحال إلى الزمن قرر يعاود نفس المشهد، نزل عادل من السلم، ولكن هاد المرة وهو كيشوف… فقد التوازن مرة أخرى، طاح، وضرب راسو. رجع المستشفى، رجع الفراش، وفاش فاق… كان الظلام قدام عينيه. رجع كفيف.

ولكن هاد المرة، عادل بكى… ماشي على البصر اللي فقد، ولكن على البصر اللي رجع ليه باش يعذبو… شكر الله، وقال ف قلبو: "الحمد لله… الظلام رحمة."

بعض النعم… كتعرف قيمتها غير فاش تفقدها، ولكن بعض المصايب… كتعرف أنها نعم غير فاش كترجع ليك وتوريك الحقيقة المرة.

دخل تقرا المزيد من قصص واقية بالدارجة المغربية

ويلا بغيتي تحكيلينا قصتك دخل هنا : حكي لينا قصتك