سراب الحب - قصة واقعية بالدارجة المغربية
قصة سراب الحب
الفصل الأول: بداية الشك
فوسط حي شعبي فكازا، عايشة "سعاد" مع راجلها "كريم" فدار صغيرة لكن عامرة بالذكريات. سعاد بنت 32 عام، مرا بسيطة وعاطفية، كتحاول دايماً ترضي راجلها وتبني معاه حياة هانية. كريم، راجل في بداية الأربعينات، كيخدم فواحد الشركة التجارية، ومعروف عليه الهدوء وقلة الهضرة.
كانت حياتهم عادية، بحال أي زوجين، مشاكل بسيطة كتجي وكتدوز… لكن داك النهار، شي حاجة تبدلات!
رجع كريم للدار متأخر، وكان وجهو مكمد، عينيه ما بقاوش كيواجهو عيون سعاد، ودوز العشاء ساكت كيبحلق فالتلفاز. سعاد، بحكم أنها مرا حساسة، لاحظت هاد التغيير، ولكن ما بغاتش تبدا كتوسوس.
- سعاد: "مالك كريم؟ شنو واقع؟"
- كريم: "والو… الخدمة ضغطت عليا شوية."
جواب بارد، بحال جدار مسدود. وهنا بدات شرارة الشك.
مرت الأيام…
كريم ولا كيرجع متأخر بزاف، ولا تليفونو ساكت دايماً، وحتى ملي كيدق، كيخرجو وكيجاوب بعيد. سعاد بدات كتبرد، كتبات فالفراش بوحدها، وداك الإحساس ديال الأمان اللي كانت كتعيشو بدا كيذوب.
نهار الخميس، بينما كريم فالدوش، شدات سعاد تليفونو، وكان قلبها كيدق بحال طبل. عمرها ما فكرت تفتش وراه، لكن داك الليلة، إحساس الخيانة كان أقوى منها.
فتحات الواتساب… وشافت اسم "نادية ❤️".
دقات قلبها زادت، والصهد طلع لرأسها…
المحادثة:
- نادية: "توحشتك بزاف حبيبا ، كنتسنى امتى نشوفك غدا."
- كريم: "حتى أنا حبيبا … ذابا نشوف كيفاش ندير."
بغات تكذب عينيها، ولكن الواقع كان واضح بحال الشمس. داك الإنسان اللي كانت كتعتبره السند والرفيق، خذلها!
سعاد جبدات تليفونها، وبدات كتقلب فـ "جوجل" على شي طريقة تفهم بيها هادشي… وبالصدفة، طاحت على واحد المقال بعنوان: "قصص واقعية بالدارجة — الخيانة الزوجية"، وحلات عينيها مزيان.
كانت كتقرى فديك القصة وكأنها كتعاود حكايتها: راجل بدى كيتغير، مرا حسات بالخيانة، وصدمة الحقيقة.
في هاد اللحظة، قررت سعاد متبقاش ساكتة، ولكن، السؤال هو: كيفاش غادي تواجه كريم؟
<><>
الفصل الثاني: الصدمة والقرار
الليل كان طويل على سعاد، والنعاس هرب من عينيها. بقات ممددة فالفراش، كتسمع لأنفاس كريم وهو نايم بجنبها، ولكن المسافة بيناتهم كانت بحال بحر عميق.
المحادثة اللي شافتها مع نادية❤️ كانت كتعيد نفسها فدماغها بحال شريط معطل:
- "وحشتك بزاف، غير كنتسنى نشوفك غدا."
- "هاني، غنلقاو شي عذر."
كيفاش؟ علاش؟ علاش راجلها اللي دوزات معاه سبع سنين زواج غادي يخونها؟ هي اللي وقفات معاه فالأيام الصعيبة، اللي ضحات براحتها باش تبني معاهم حياتهم… شنو نقصو باش يمشي لعند وحدة أخرى؟
سعاد ما قدرتش تصبر… جبدات التليفون، وبلا شعور، بدات كتقلب فمحرك البحث على قصص بحال قصتها، وبالصدفة طاحت على مقال آخر بعنوان: "قصص واقعية بالدارجة: خيانة زوجية قلبات حياتي".
بدات تقرا بشغف، كتحس أن الألم اللي كتعيشو عاشتوه نساء أخريات. كانت القصة على وحدة سميتها مريم لي حتى هي اكتشفت خيانة راجلها من خلال الواتساب… وبقات كتحس بالخوف والحكرة حتى قررت تواجهو.
مع كل كلمة كتقراها، كانت سعاد كتزيد تقوى فقرارها: خاصها تواجه كريم.
الصباح طلع، وكريم كالعادة، غادي للخدمة، ولكن هاد المرة سعاد وقفاتو فالباب:
- سعاد: "كريم… خاصنا نهضرو."
- كريم: "مالكي على الصباح؟ واش وقع شي حاجة؟"
عينيه فيها نوع من الخوف، بحال اللي حاس براسو مغطي الشمس بالغربال.
- سعاد: "علاش كتهدر مع شي وحدة سميتها نادية فالواتساب؟"
سكات… ثواني ثقيلة… قلب سعاد كان كيدق بقوة.
- كريم: "شنو؟ نادية؟ فين شفتي هاد الهضرة؟"
بدات الأعذار الرخيصة:
- "راها غير زميلة فالخدمة…"
- "كتعاوني فشي مشروع…"
- "نتي غير كتوهمي…"
ولكن سعاد ما بقاتش غبية، بقات واقفة قدامو، عينيها عامرين دموع، ولكن صوتها ثابت:
- سعاد: "ما تكذبش… أنا قريت كلشي، شفت الرسائل، وعرفت كلشي."
كريم بدا كيتلعثم، ووجهو حمر، وبدات الحقيقة كتخرج ببطء… اعترف أنه كان فـ علاقة غامضة مع نادية، بدأها فالأشهر الأخيرة، وكانت مجرد "هروب" من الروتين، حسب كلامو.
- كريم: "ماعرفتش كيفاش بدا هادشي… ولكن صدقيني، سعاد، كنت غادي نحبس كلشي."
هاد الجملة كانت بحال طعنة أخرى، كيفاش غادي يحبس كلشي؟ يعني هو أصلاً بدأ الخيانة، والأمر وصل بعيد!
سعاد حسات الدنيا كتسود قدام عينيها… ولكن بسرعة، قررت ما تبكيش قدامو بزاف.
- سعاد: "أنا ماشي لعبة… أنا مرا عطاتك حياتها، ونتا اخترتي تبيعها."
خرج كريم من الدار غاضب، وقال لها: "نحتاج شوية وقت نفكر…"
سعاد بقات بوحدها فالصالون، والدموع كتسيل بلا توقف… ولكن وسط الألم، قررت أنها غادي تقاوم.
بداخله، كانت كتعرف أن هاد القرار هو أصعب حاجة غادي تواجهها فحياتها… ولكن الأهم، هو أنها متبقاش الضحية، بل تكون القوية اللي تقدر تبني حياتها كيف ما بغات.
<><>
الفصل الثالث: حينما يصبح القلب ساحة معركة
سعاد بقات جالسة فالصالون، عينيها مشبعة بالدموع وقلبها مقسوم بين جوج… واش تسامح ولا تخرج من حياة كريم بلا رجعة؟ هاد السؤال كان كيدور فدماغها بحال عاصفة.
الشمس بدات تطلع، والضوء كينساب من الشراجم، ولكن داخل سعاد كلشي كان مظلم.
نهار جديد بدا، وكريم باقي ما رجعش… تليفونو مسدود، وما خلّى حتى رسالة.
فوسط هاد الصمت، قررت سعاد تخرج شوية باش تهرب من أفكارها. لبسات جلابة خفيفة وخرجت للزنقة، كتمشي بلا هدى، وكأن رجليها غاديين بها بلا وعي.
طاحت على قهوة صغيرة جنب الحي، وجلست فزاوية بعيدة. طلبات كاس ديال أتاي، وبقات كتشوف الناس كيدوزو، كل واحد حامل همومو فصدره. كانت كتفكر: واش الناس اللي كيبانو ضاحكين كيعانيو فصمت بحالي؟
فجأة، سمعت صوت مألوف…
- "سعاد؟"
رفعت راسها، ولقات "هاجر"، صاحبتها القديمة اللي تفرقو عليها من بعد الزواج.
- هاجر: "فين هاد الغبرة؟ ما بانتيش عليا هادي سنين…"
بابتسامة حزينة، سعاد ردات:
- سعاد: "الحياة وخا… كل واحد شغلو وهمومو."
جلست هاجر قدامها، ولاحظت أن عيون سعاد مورمات، بحال اللي بقات باكية الليل كامل.
- هاجر: "مالك… واش واقع شي مشكل مع كريم؟"
ما بغاتش تهضر فالبداية، ولكن الحاجة لشي كتف تسند عليه كانت أقوى من الصمت… بدات سعاد كتحكي لها كلشي، من أول نهار بدات تشك، حتى لليلة اللي لقات فيها الرسائل ديال "نادية".
هاجر بقات ساكتة وكتسمع، وبعد ما سعاد سالات، شدات بيدها وقالت:
- هاجر: "سعاد… الخيانة بحال السكين، كتشقق القلب، ولكن السؤال هو: واش غادي تخلي الجرح يتعفن؟ ولا غادي تلقاي علاج ليه؟"
سعاد بقات كتشوف فالأرض، العقل ديالها مقسوم. كانت باغا تخرج من هاد العلاقة المسمومة، ولكن في نفس الوقت، قلبها باقي متعلق بذكريات الحب الأول، باللحظات الزوينة اللي عاشت مع كريم.
هاجر كملت:
- هاجر: "أنا مغاديش نقول ليك واش تسامحي ولا لا… ولكن خاصك تعرفي حاجة وحدة: قيمتك ما كتنقصش بالخيانة ديال كريم. نتي مرا قوية، وخاصك تكوني أنت اللي تختاري شنو غادي تديري."
هضرة هاجر ضربات فالصميم. سعاد بدات كتحس بشوية ديال القوة كترجع ليها، ولكن القرار مازال ضبابي.
رجعات للدار، لقات الظلام مخيم، بحال روحها…
فجأة، تليفونها دق. كان كريم.
بصوت مبحوح، قال:
- كريم: "سعاد… خاصنا نهضرو… ضروري."
قلبها رجع كيدق بقوة… شنو غادي يقول؟ واش غادي يعتذر؟ ولا غادي يزيدها ألم آخر؟
حطت التليفون بيدها، وخذات نفس عميق…
اللقاء بيناتهم غادي يكون فاصلة حاسمة، والقرار اللي غادي تاخدو سعاد غادي يحدد حياتها من جديد.
<><>
الفصل الرابع: المواجهة القاسية
الليل كان هادئ، ولكن قلب سعاد كان عاصفة. مكالمة كريم القصيرة بقات كتعيد فودنيها:
- "سعاد… خاصنا نهضرو… ضروري."
دقات قلبها كانت كتوصل للحلق، والشكوك كترسم أسوأ السيناريوهات فخيالها. واش غادي يعترف بكلشي؟ واش نادية ما زال فالصورة؟
مرت ساعة، وجات رسالة قصيرة:
- "أنا تحت الدار، ممكن تنزلي؟"
حسات بجسمها يرتعش، لبسات جلابة ديالها على عجل، وهبطات ببطء، والخوف كيجرها مع كل خطوة.
كريم كان واقف حد السيارة ديالو، يديه فجيبو، وعينيه كيتهربو من عيونها. باين عليه القلق، ولكن ماشي ديال الندم، وإنما ديال شي واحد مازال ضايع فمشاعرو.
- سعاد: "شنو بغيتي تقول، كريم؟"
خدا نفس عميق وقال:
- كريم: "سعاد… سمحي لي. أنا غلطت."
هاد الجملة كانت كتسناها، ولكن ملي سمعتها، ما جابت ليها لا راحة ولا شفاء. بالعكس، زادت أوجاعها.
- سعاد: "وغلطت مع من؟ مع نادية؟"
كريم بقا ساكت للحظة، ومن بعد قال:
- كريم: "كانت غير لحظة ضعف… ما كنتش قاصد نوصل لهادشي."
سعاد حست الغضب كيطلع بحال بركان:
- سعاد: "لحظة ضعف؟ يعني الرسائل اللي شفت… واللقاءات اللي درتي معاها… هادشي كامل لحظة ضعف؟!"
صوتها كان مرتفع، ولكنها ما بغاتش الجيران يسمعوهم، فخفضات صوتها وقالت:
- سعاد: "أنا عطيتك حياتي، وقفت معاك فالأيام الصعبة… كيفاش قدرت تخون الثقة اللي بيناتنا؟"
كريم حاول يبرر:
- كريم: "ماشي لأنك ناقصة… بالعكس… انتي مرا مزيانة، ولكن…"
قطعاتو سعاد:
- سعاد: "ولكن شنو؟"
كريم طأطأ راسو، وعرف أنه ماعندو ما يزيد.
السكوت كان أبلغ من أي جواب.
سعاد حسات أن الكلام ما بقاش مهم، وأن الجرح اللي حفراتو الخيانة فقلبها أعمق من أي اعتذار.
قبل ما تمشي، قالت ليه ببرود:
- سعاد: "كريم… أنا محتاجة نفكر، ولكن بغيتك تعرف حاجة وحدة… الثقة بحال الزجاج، إلا تكسر، صعيب ترجع كيف كانت."
مشات وخلاتو واقف بوحدو، وسط الظلام، بحال شي مجرم تحكم عليه بالوحدة.
فطريق الرجوع للدار، كانت سعاد كتحس مزيج غريب بين الحزن والغضب، ولكن وسط داك الألم، بدات كتفكر:
- واش غادي تعطيه فرصة ثانية؟
- ولا الوقت حان باش تقلب الصفحة…؟
الفصل الخامس: الصمت قبل العاصفة
سعاد ما غابتش كتفكر فكل كلمة قالها كريم، وكل لحظة دازت معاها. كانت كتحاول تجمع الأفكار ديالها وتفهم شنو وقع، ولكن كانت دايماً كتلقى نفسها فدوامة من الأسئلة اللي ما كاين لي جاوب عليها.
النهار التالي، سعاد بقات فالدار وما خرجاتش. جالسة فالصالون، كتفكر فالمستقبل، فكرت فالحياة من غير كريم، ولكن فكل فكرة كانت تلقاه كيحاول يدخل من الباب. صوتو مازال فودنيها، والدموع اللي سالت من عينيها، كانت كتحرق قلبها.
كريم حاول يرجع يتصل بيها أكثر من مرة، ولكن هي كانت كتخليه يتصل ويهدر فالتليفون من غير ما ترد عليه. كانت عارفة أنه بغا يعتذر، ولكن ما كانتش مستعدة تسمع ليه، حيت كان عندها شعور أن الكلام ما غاديش يغير شي.
اليوم مر بطيء، وسعاد لقات راسها مشغولة، كتحاول تركز فشي حاجة أخرى، فحتى حاجة ما كاتعطيها الراحة. كان النهار طويل، وكل لحظة كاتزيدها شعور بالضياع. ولكن اللي مخلّيها تقاوم هو القرار النهائي اللي غادي تأخد، هو كيفاش غادي تدير مع الراجل اللي كانت تعتقد أنه هو شريك حياتها.
في المساء، بينما كانت سعاد جالسة تتصفح بعض المقالات فالإنترنت، صادفها مقال بعنوان: "قصص واقعية بالدارجة: كيفاش يمكن ترمم الثقة بعد الخيانة؟" بدا المقال كيشجعها على التفكير ملياً فالوضعية ديالها، وكيحاول يقدم نصائح للي عاشو نفس المعاناة.
واحدة من النصائح كانت: "الخيانة مشي فقط غلطة الزوج، هي أيضا رسالة من الحياة. كيفما كان الحال، لازم تحترم راسك قبل ما تعطي فرصة جديدة."
هاد النصيحة كانت بحال الضوء فوسط الظلام. سعاد بقات كتفكر فالكلام اللي قرياته وكتحاول تفهمه. باش تعطي كريم فرصة جديدة، خاصها تعرف واش عندها القوة أنها تداوي الجروح ديالها، ولا باقي القلب متحطم وما يقدرش يداوي؟
في تلك اللحظة، جاء التوقيت اللي كانت سعاد كتتوقعه. كريم جاب معاه وردة حمراء، ولكن الملامح ديالو كانت كتعكس الشكوك والألم. دخل للدار وكان كيحاول يتكلم، ولكن سعاد شافت فيه شي حاجة غريبة. ما بقاوش العينين ديالو فيهما الأمل، بل كانوا فيها علامات التوتر.
- سعاد: "شنو بغيتي من هاد الورد؟"
كريم، واقف قدامها، كان كتغطيه الحيرة. كانت كتحس أنه كيدير كلشي باش يعتذر، ولكن قلبها ما بقاوش يتقبل.
- كريم: "بغيتك تسمح لي، سعاد. أنا غلطت، وكان عندي وقت باش نفكر فكلشي. بغيت نكون معاك، ولكن فهديك اللحظة كنت ضايع."
الورد بقا فإيديه، ولكن سعاد ما شافته غير شي وسيلة لتهدئة قلبها الجريح.
- سعاد: "أنت ماشي أول واحد يغلط، كريم. ولكن أنا مابقاش عندي القوة نرجع نعيش معاك فهاد الوضع. أنا بغيت الأمان، بغيت الحب، ولكن الخيانة ماشي حاجة نقدر نتجاوزها بسهولة."
سعاد، وبغض النظر على الحزن اللي كان داخل قلبها، كانت كتكون صارمة. كانت عارفة أن حياتها مستحقة لتكون أفضل من هاد الشعور بالخذلان.
كريم، عينيه غرقوا فدموع، وكان كيحاول يبرر ليها، ولكن سعاد كانت حاسة أن الكلام ما غاديش يغير شي.
- سعاد: "أنا محتاجة وقت، كريم. محتاجة نفكر فحياتي، وشنو بغيت نكون. بغيت نكون سعيدة، ونعيش بلا كذب."
كريم بقى واقف قدامها، والدموع ديالو زادت، ولكنه كان عارف أن ما بقاوش عندو حق يطلب منها الرحمة.
سعاد جبدات نفس عميق، وغادرت الغرفة… قلبها كان كيدوي من الداخل، ولكنها كانت عارفة أن هاد القرار غادي يريحها فالمستقبل.
في هاد اللحظة، كانت سعاد عارفة أن الراحة ديالها فهاد الحياة ما غاديش تكون فالمساومة، ولكن فالقوة ديال اختيارها لتكون الأفضل.
<><>
الفصل السادس: العودة إلى الذات
الوقت مر بطيء، وسعاد كانت كتخسر كل يوم جزء من الراحة النفسية ديالها، ولكن في نفس الوقت كانت كتكون قوية أكثر. بقات كيومين بعد ما قررت تعطيه كريم فرصة لتصحيح أخطائه، ولكنها كانت حاسة أن قلبها مازال مشدود للقرار النهائي اللي غادي تتخذه. كانت عارفة أنها كانت في حاجة لوقت باش تعود تلقى نفسها وتكتشف شنو بغات فعلاً من حياتها.
في الأيام الأولى بعد المواجهة، سعاد كتقلب فدفاتر حياتها، وكأنه كتكتب صفحة جديدة. أشياء كتيرة كانت كتدور فذهنها: واش تقدر تعيش بلا كريم؟ واش غادي تبقى تعيش مع ذكرى الخيانة؟ كانت كتبحث على إجابات فكل زاوية ديال حياتها. الشهور الأخيرة كانت صعبة، ولكن سعاد كانت عارفة أنه حتى ولو كانت الطريق طويلة، غادي توصل لشي حل ينقذها من الألم اللي كيشد قلبها.
النهار اللي فات، جات صاحبتها هاجر لزيارة، وهاد الزيارة كانت بمثابة فسحة من الراحة النفسية. هاجر دخلت الدار ولقات سعاد جالسة فالصالون، غارقة فالتفكير، ولكن الوجه ديالها كان أهدأ من الأيام اللي فاتت.
- هاجر: "سعاد، حاسة بأنك فشي ضياع، ولكن خصك تكوني مع نفسك أكثر. ماشي كلشي فالحياة غادي يرجع كيف كان. خصك تعودي تقفي وتفكري فالمستقبل ديالك."
سعاد ابتسمت بشكل خفيف، ولكن كانت هاجر كتقدر أن سعاد كانت داخلة فمرحلة حاسمة.
- سعاد: "كنت دايماً كنتصور حياتي مع كريم. ولكن شنو إذا كانت الحياة معاه غادي تكون محكومة بالخيانة ديالو؟ شنو إذا هادي كانت بداية النهاية ديالنا؟"
هاجر بقت صامتة للحظة، كتفكر في الكلام ديال سعاد، وكان عندها إحساس قوي أن سعاد غادي تكون قادرة تكون أقوى من هاد الموقف.
- هاجر: "سعاد، واش فكرتي فشي حاجة خارج عن هذا؟ على حياتك، على راسك؟ على ديك الطاقة اللي عندك؟"
سعاد كانت عارفة أن هاجر كانت كتحاول تلقاها الجواب، ولكن كان عندها شعور أنها ما زالت في مفترق طرق. في نفس الوقت، كان قلبها مزال متأثر بالخيانة، وكان السؤال: كيفاش غادي تداوي هذا الجرح؟.
توقيت ديال الفطور جاب ليها لحظة للتأمل. سعاد قررت تمشي للسوق باش تخرج من الجو المشحون بالذكريات. فالسوق، كانت كتشوف العالم كيعيش حياتو، كل واحد عندو همومو وأحلامو. وهنا فكرت سعاد في حاجة مهمة: الحياة غادي تستمر، سواء كانت مع كريم أو من دونه. كانت هي الوحيدة المسؤولة على راحتها.
واحدة من اللحظات اللي غيرات تفكير سعاد هي أنها شافت أم ديال واحد من جيرانها، كانت ماشية في السوق بشكل هادئ، غير مركزة على أي حاجة إلا راحة نفسها. سعاد فكرات في هاد السيدة، وكيفاش كانت دائماً كتعيش حياتها ببساطة وبدون تكلف.
"أنا بغيت نعيش حياة أكثر بساطة، حياة فيها راحتي، وبدون أنانية من الناس اللي في حياتي." هاد الجملة كانت كيما الضوء اللي كيتناثر فالعتمة. كانت سعاد كتحاول تشوف الطريق اللي غادي تختار، واللي كانت غادي تقدر تعيش فيه بأكبر قدر من السعادة.
في الليل، كريم حاول يرجع يتصل بيها، ولكنه كان عارف أن الموقف ديالو صعب. سعاد راته التليفون، ولكن ما ردات عليه. حست بشي توازن داخلي، ماشي ديال الغضب، ولكن ديال الفهم ديال الموقف كله.
كان وقت الصراحة، وقت أن سعاد تعرف شنو غادي تدير مع حياتها. صحيح أن الخيانة كانت قاسية، ولكنها كانت الآن قادرة تتخطاها. سعاد فكرات في المستقبل ديالها وقررت أنها ما تبقاش حبيسة الماضي، ولا تبقى تفكر فشي حاجة ما غاديش ترجع. الحياة ديالها كانت بين يديها، والاختيارات ديالها غادي تحدد الطريق.
قبل ما تخلد للنوم، سعاد كتبت فدفترها: "القرار النهائي غادي يكون ديالي. بغيت نكون سعيدة، بغيت نعيش لأجلي." كانت هاد الجملة هي بداية مرحلة جديدة فحياتها.
<><>
الفصل السابع: فصل جديد في الحياة
ساعات الصباح الأولى كانت كتشهد بداية تحول جديد في حياة سعاد. بعد أيام من التفكير العميق، والعديد من المكالمات والرسائل اللي كانت ديما كتربطها بكريم، قررت أخيرًا أنها تفتح صفحة جديدة. حياتها كانت ديما مشبعة بالذكريات، ولكن الآن كان عندها الإحساس أن الوقت حان باش تبدأ من جديد.
مرت عدة أيام على آخر لقاء مع كريم. هو حاول يتصل بيها مرات عدة، لكن كانت سعاد تتجاهل المكالمات. كان عارف أنها محتاجة وقت، ولكن هي كانت قررت أنها ما تبقاش تعيش فالماضي. بغات تشوف المستقبل بعينيها، بعيون جديدة. ما بقاتش كتفكر في شنو وقع، ولكن كتحاول تركز على شنو غادي تعيش من بعد.
وفي صباح يوم جديد، سعاد خرجت للمشي على البحر، حيث كانت دايماً كتحس بالسلام الداخلي. هاد المرة كانت كتدير حساب لكل خطوة كديرها. البحر كان هادئ، والهواء العليل كان كيداعب وجهها. فوسط هاد الهدوء، كانت كتحس بالراحة لأول مرة من بعد فترة طويلة ديال القلق والحيرة. كانت مشاعرها مختلطة، ولكن في نفس الوقت، كانت تعرف أن المستقبل غادي يكون أفضل إذا قررت تهرب من الظلام وتمشي للضوء.
بعد يومين، جالسة مع هاجر، صاحبتها المخلصة اللي وقفات معاها طوال الوقت، قررت سعاد تكشف ليها عن القرار ديالها. كانت عيون هاجر مليئة بالفضول، ولكنها كانت عارفة أن سعاد وصلت لقرارها النهائي.
- هاجر: "سعاد، أخيرًا قررتي. كيفاش كتحسي دابا؟"
سعاد ابتسمت وقالت: "كنحس براسي حرة. ما بغيتش نبقى فمكان واحد، بغيت نعيش حياتي بكل قوة."
- هاجر: "هاد القرار كان صعيب عليك، ولكن أعتقد أنه هو الأفضل ليك. غادي تحسي براسك أقوى بزااف."
كان هاد النقاش بيناتهم بمثابة احتفال داخلي، بحيث سعاد كانت كتطلع على ما سبق، وكتشوف فيه قوة كبيرة تمكنها من مواجهة تحديات جديدة.
قررت سعاد أنها تركز أكثر على أهدافها. كانت دايماً تحب الكتابة، وكتحب القصص، والآن جات الفرصة باش تطور هاد الموهبة ديالها بشكل احترافي. بدأت تخدم على موقع إلكتروني جديد، يخص القصص بالدارجة المغربية. كانت كتسجل كل لحظة، وكل فكرة، وكل ألم مرّت بيه. الكتابة بالنسبة لها كانت وسيلة لتفريغ مشاعرها، وأداة للإلهام.
وبينما كانت سعاد غارقة فالأفكار ديالها، جاء اتصال من كريم. ولكن هاد المرة كان الرد مختلف.
-
سعاد: "ألو."
-
كريم: "سعاد... عارف أني متأخر، ولكن بغيت نقول ليك حاجة. بغيت نعتذر، بغيت نرجع لكل شيء كان بيناتنا."
سعاد سكتت شوية، وكان قلبها كيدق بسرعة. لكن هاد المرة ما كانتش كتشعر بنفس الألم اللي كانت حاسة به من قبل. كانت كتستوعب أن كريم بغى يرجع لحياتها، ولكن هي ما بقاتش مهتمة بإصلاح شي حاجة مكسورة.
-
سعاد: "كريم، أنا سمحت ليك فالأوقات اللي فاتت. ولكن ما بقاتش عندي رغبة فإرجاع الماضي. بغيت نمشي قدام، ما بغيتش نرجع. كنت أنا والماضي ديالي، ودي الآن بغيت نكون مع المستقبل ديالي."
-
كريم: "أنا فاهم. ولكن غادي تندم... ما كنتش كنعرف قيمة الحب ديالك."
-
سعاد: "كنت عارف، ولكن الحب ماشي حاجة ممكن تُخدَع فيها. اليوم أنا بنت حرة، وبغيت نمشي في طريقي بلا زعل."
سعاد حسّت بشي راحة بعد هاد المكالمة. كان ردها حاسم، ولكن كان بداخله قوة كبيرة. ما بقاتش كتفكر فالماضي، كانت كتركز على الحاضر والمستقبل ديالها. كان عندها مشروع، وكان عندها أهداف، وأهم من هاد الشي هو أنها كانت كتحس بسلام داخلي لأول مرة منذ فترة طويلة.
في الأيام اللي بعد المكالمة، سعاد بدأت تجيب الأفكار اللي كانت كتخطط لها، وكتكتب القصص على موقعها الإلكتروني، وتشارك مع متابعينها. مع مرور الوقت، الموقع ديالها بدأ ينمو، والناس كانوا يعجبهم المحتوى ديالها. القصص كانت كتحمل دروسًا حياتية، وقصص واقعية كانت تلامس قلوب الناس.
وبينما كانت سعاد تحقق النجاح في مجالها الجديد، كان في داخلها شعور جديد بالثقة في النفس. كانت عارفة أنها قررت تختار السعادة، واخا التحديات والمصاعب كانت كبيرة.
قررت أن تعيش حياتها كما هي، بلا خوف من الماضي، وبلا حاجة للموافقة أو الاعتذار من أي شخص آخر. كانت هي نفسها، وكانت أقوى مما كانت عليه قبل. الحياة كانت أمامها، وكانت قادرة على العيش كما ترغب، وبقوة.